الأصفاد والقطران

نأتي إلى ثياب أهل النار، قال تعالى: {وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ} [إبراهيم:49] (مقرنين) أي: متسلسلين في الأصفاد، التي هي الأغلال.

وقوله تعالى: {سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ} [إبراهيم:50] السرابيل من قطران، لكن قطران يغلي؛ لأن قلبه كان أسود، وكان يدخل الكآبة على المسلمين، فربنا يلبسه من سرابيل القطران.

وقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا لم تتب النائحة) أي: التي تنوح: يا سبعي! يا جملي! يا أبا فلان! نحن ضعاف من غيرك، ولو اكتشفت بعد ما مات أنه كان متزوجاً أخرى لكان غير ذلك، فسبحان الله! وقوله صلى الله عليه وسلم: (من ناحت على ميت ولم تتب خرجت من قبرها مسربلة بسرابيل من قطران، نافشة شعر رأسها على هيئة القردة والخنازير، تأخذها ملائكة جهنم ويقولون لها: نوحي على أهلها كما كنت تنوحين في الدنيا).

أوص امرأتك اليوم أو أمك أو ابنتك وقل لها: لو مت وعملت صوتاً فأنا بريء منك إلى يوم القيامة، وبريء من أي صوت؛ لأن هذا صوت ملعون، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (صوتان ملعونان: صوت نائحة عند مصيبة، وصوت رنة عند فرح) و (الرنة عند الفرح) هي الزغاريد.

وجد سيدنا الحسن البصري شخصاً فاتحاً فمه ويضحك، فقال له: لماذا تضحك؟ قال: مرتاح، فتجد شباباً وقوة وتجد أحدهم فرحاناً، ويعلب عرياناً ليس عليه إلا قطعة على عورته، وهذا يليق بالأوربيين الذين يخرجون إلى الشواطئ عراة، أما نحن فعندنا قيم وعندنا كتاب وسنة، وهناك علماء يقولون: قال الله قال الرسول صلى الله عليه وسلم، وهناك أناس يأتون المساجد، فالدين لم يضع، صحيح أن علامات القيامة قد ظهرت، ولكن ما زال هناك موحدون وموحدات في مصر، والحمد لله رب العالمين، وإذا كانت البنات يلبسن لباساً فرعونياً للركبة، ويمشين أمام الأولاد ومع الضيوف، فلا يزال هناك أتقياء.

إذاً: فهذا أكل أهل النار والعياذ بالله، وهذا شربهم ولبسهم، فعلى ماذا ينامون؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015