وما سار مسلم أو جلس مع مسلم إلا وسألا الله يوم القيامة عن حق هذا عند هذا وعن حق هذا عند ذاك، يعني: أنت جلست مع أخوك جلسة، أو مشيت معه فربنا سيسألك يوم القيامة: أمرته بمعروف؟ نهيته عن منكر؟ كان الأصمعي يمشي فوجد جارية تحمل وعاء فيه رمان، فجاء رجل فأخذ رمانة من الرمان بدون إذن فاستغرب الأصمعي فجاء سائل يسأل، فذهب الرجل الذي خطف الرمانة وأعطاها للسائل، فقال له الأصمعي: ما هذا؟ قال له: أخذتها بسيئة وأعطيتها بعشر حسنات، فلي عند الله تسع.
فقال له: أخذتها حراماً فأنفقتها حراماً، فمن ينفق المال الحرام كمن يغسل الثوب النجس بالبول، فما زادك هذا إلا قرباً من جهنم، وبعداً عن الجنة، ومن الناس من يضع جنيهاً شهادة استثمار ويقول: هذا حلو، كيف لا وقد كسبت خمسين ألفاً ثم يخرج منها عشرة آلاف جنيه لله، ويظن أنه أنفق في سبيل الله تخيل أن ثوبك نجس فغسلته بالبول، هل ينفعه هذا؟ فلا تدخل الجنة بمعاصي الله.
وتجد الطالب في الجامعة مع ثلاث أو أربع بنات حوله، وإن سئل: لماذا تعمل هكذا؟ وهل هن أخواتك؟ فيقول: نعم، إذاً: ماذا تعمل معهن؟ يقول: أنصحهن في الله!! اذهب انصح زملاءك، وما معنى أن النصيحة ما نفعت إلا في الأخوات؟ أما زملاؤك فلا تنفع فيهم، فيقول: وهل أقول شيئاً يا أستاذ؟ سوى أني أنا أقول لها: أعطيني الكشكول، ومصطفى صاحبك لماذا لا ينفع كشكوله؟ يقول لك: لا، الأخت رانيا منسقة! فإلى متى نضحك على أنفسنا؟ فلا بد أن نوصي أبناءنا وبناتنا، فنقول للبنت: تنبهي، سندخلك الجامعة؛ لأن العلم نور، وعندي اقتناع تام بعدم جدوى العلم فيها، وهناك فرق بين الذكر والأنثى، قال تعالى: {وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى} [النجم:45]، وقال الله: {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى} [آل عمران:36]، وكذا قالت أم سيدتنا مريم بنت عمران قالت: {رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى} [آل عمران:36] وهؤلاء يقولون: البنت مثل الرجل، والقرآن يقول: {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى} [آل عمران:36].
فنوصي بناتنا أن يتقين الله ويتكلمن مع زميلاتهن، أما الأولاد فيتكلمون مع الأولاد، فبهذا ترتاح الفتاة، وهم يقولون: الرياضة جميلة، وهذه روح رياضية، وفيها من قلة الأدب والسفاهة الشيء الكثير وهؤلاء في عرف الدولة ليسوا متطرفين، إنما من كان في المسجد فهو المتطرف!