من علامات الساعة: ما ورد في هذا الحديث: (إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة فارتقب الساعة: إذا صارت الزكاة مغرماً) أي: تصير الزكاة غرامة، زكاة عشرين ألف جنيه، أو ثلاثين ألف جنيه، أو سبعين ألف جنيه، زكاة كم مليون، المليون عليه خمسة وعشرون ألفاً، والألف جنيه عليه خمسة وعشرون جنيهاً، أي: أعط للفقراء جزءاً من كل أربعين قسطاً.
ثم قال: (والأمانة مغنماً) تضع عند أخيك أمانة يأكلها عليك، الأب يوصي الابن الأكبر ببقية إخوته وأخواته بألا يأكل حقهم، فإذا مات الأب، قام الأخ الأكبر الذي لم يترب على تقوى الله وانفرد بالثروة وبالتركة، وأكل نصيب إخوته، فليعلم هذا أنه إنما يأكل في بطنه ناراً وسوف يصلى سعيراً.
ثم قال: (والمال دولاً) أي: يتداوله الأغنياء فيما بينهم.
ثم قال: (وأن يعق الرجل أباه ويبر صديقه) تجد الولد في النادي يقول للمدرب: يا كبتن، والكبتن هذا بينه وبينه خمس ست سنين فقط، وعندما يكلم أباه يقول: أنت أصلك لا تفهم.
ثم قال: (وأن يطيع زوجته ويعصي أمه) يقول لك: إن أمي لا تغضب علي إن عصيتها؛ لأنها تحبني، لكن زوجتي تحبني بينما لو عصيتها تغضب، نقول لهذا: وأمك عندما تغضب عليك، وتبكي للصبح، أين تذهب أنت من دمعتها حتى تصبح؟ تذهب إلى أين من الأم التي إن ماتت ناداك ربك: عبدي! ماتت التي كنا نكرمك من أجلها، فاعمل صالحاً نكرمك من أجلك.
لو أن واحداً مات أبوه وهو غير راض عنه، أو ماتت أمه وهي غير راضية عنه، فإنه بقي له أن يبر ويزور أقاربه، وكذلك يدعو لهما، ويتصدق عنهما، ويستقيم هو على طريق الله، كل هذا يصل ثوابه إلى أبيه وأمه بعد موتهما وفي حياته هو.
بر بوالديك وإن ظلماك، واصبر عليهما، وكن معهما إن كبرا في السن على قدر عقليهما.
(بروا آباءكم تبركم أبناؤكم، إن البر لا يبلى، والذنب لا ينسى، والديان لا يموت، اعمل ما شئت كما تدين تدان).
ثم قال: (وارتفعت الأصوات في المساجد) مثل ما يحصل من النساء الآن؛ لأنهن لا يتقين الله عز وجل، ولا يعرفن حرمة المسجد، وكما قالت عائشة: (لو رأى النبي صلى الله عليه وسلم ما صنعت النساء من بعده لمنعهن من الذهاب إلى بيت الله عز وجل)؛ نسأل الله الهداية للجميع.
لا نريد أن ترتفع الأصوات في المسجد، حتى قال العلماء: إن قراءة القرآن يوم الجمعة بدعة، كل مسجد يأتون له بمقرئ من المرتزقة، ولو عدنا للكتاب والسنة لرأينا أنها بدعة من البدع، ولو دخل الحبيب صلى الله عليه وسلم إلى مسجد يقرأ فيه هذا المقرئ القرآن لنهاه، ولقال له: اترك الذي يصلي يصلي، واترك الذي يقرأ القرآن لوحده يقرأ، واترك الذي لا يعرف أن يقرأ القرآن يذكر الله ويستغفر الله سبحانه.
والعودة إلى الحق خير من التمادي في الباطل، فوددنا أن تصير المساجد كمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أيام الحبيب المصطفى وأيام صحابته.
لماذا تبتدعون في دين الله؟ لماذا تؤلفون في دين الله؟ التأليف في دين الله حرام، والزيادة في الدين كالنقص فيه، يجب أن نعود إلى المنابع الأولى لسنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.
إذاً: لابد أن نخفض الأصوات في المساجد، وأن نتقي الله ونعرف أن هذا بيت الله، ويجب أن تكون فيه السكينة والهدوء.
ثم قال: (وزعيم القوم أرذلهم)، أي: أن مدير المدرسة مكروه، أو الوزير في الوزارة مكروه، أو مدير المصنع مكروه، أو مدير المستشفى مكروه، أو مدير المؤسسة مكروه، فسبحان الله! نريد الناس تحب الناس، الناس إذا اتقوا رب الناس رزقهم الله حب الناس.
ثم قال: (وأكرم الرجل مخافة شره) يعني: الناس تكرم بعض الناس ليس لأنه أهل للكرم، وأهل للاحترام، بل لأنه قليل أدب، ولسانه طويل، فهم يكرمونه مخافة شره.
ثم قال: (ولبسوا الحرير)، هذه من علامات الساعة، فيحرم أن نجلس على الحرير وأن نلبسه، هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم قال: (واتخذت القينات والمعازف) القينات: جمع قينة، والقينة هي الرقاصة، عندك الآن رقص شرقي ورقص غربي (وروك أند رول) و (التشه تشه تشاه) و (المط مط ماه) والخيبة المتلتلة والبلاء الأزرق، ويقول لك: هناك يا أستاذ رقصة الباليه، ويقول لك: هناك السباحة التوقيعية، يعني: يرقصون في الماء، يعني: الخيبة في البر وفي البحر، وهناك مدارس للرقص، ويقول لك: كل هذا دليل على حضارة الشعوب، والإسلام ليس دليلاً على حضارة الشعوب! يعني: هؤلاء الذين جاءوا إلى المسجد ليصلوا ويستمعوا إلى العلم لا يدل عملهم هذا على الحضارة حسب زعمهم، مع أن هؤلاء سبب نزول رحمة ربنا على العباد، اللهم اجعلنا من أسباب رحمتك لعبادك يا رب العالمين! واجعلنا من عمار بيوتك في أقصى الشمال وأقصى الجنوب يا رب العالمين.
قال: (أن يلعن آخر هذه الأمة أولها)، يعني: هؤلاء الذين يخوضون في الصحابة من الرافضة وغيرهم.
إذا ظهرت هذه العلامات فانتظروا خسفاً من السماء أو مسخاً وريحاً حمراء، وبلايا تتابع وراء بعضها، نسأل الله العفو والعافية.