شديد جلز الصلب معصوب الشوى ... كالسكر لا شختٍ ولا فيه لوا
وطِرفة تبرى له إذا انبرى ... جرداءَ سُرحوب إذا باعت رَدا
اضرَّ بالخيل الغوارُ فانطوى ... منها الكُشوحُ فهي أمثالُ النوى
وقال أنيف بن جبلة الضبي
ولقد شهدت الخيلَ يحملُ شكتي ... عتد كسرحان القَصيمة منهبُ
أما إذا استقبلته فكأنَّه ... في العين جذعٌ من أُوال مشذَّبُ
وإذا عرضت له استَوت أقطاره ... وكأنَّه مستدبرا متصوِّبُ
وقال زهير
القائد الخيلَ منكوباً دوابرُها ... منها الشنون ومنها الراهقُ الزهِمُ
قد عُولِيت فهي مرفوع جواشنُها ... على قوائمَ عُوج لحمُها زِيَمُ
تنبُذ أفلاءَها في كل منزلة ... تنتخُ أعينها العقيانُ والرخَمُ
فهي تتلَّع بالأعناق يتبعُها ... خَلجُ الأجِرَّة في أشداقها ضَجَمُ
وقال طرفة
نُمسكُ الخيل على مكروهها ... حين لا يُمسكُها إلا الصُّبُر
فترى الحيَّ إذا ما فَزِعوا ... ودعا الداعي وقد لَجَّ الذُّعُر
أيُّها الفتيانُ في مجلسنا ... جردوا منها وراداً وشُقُر
أعوَجيات طوالا شُزَّبا ... دورِكَ الصنعةُ فيها والضُّمُر
من عناجيج ذكور وقَّح ... وهضبات إذا ابتل العُذُر
جافلات فوق عُوج عجل ... رُكبت فيها ملاطيسُ سُمُر
وأنافت بهوادٍ تُلُع ... كجُذوع شُذبت عنها القُشُر
فهي تردى فإذا ما أُلهبتْ ... طار من أحمائها شدُّ الأُزُر
كائراتٍ وتراها تنتحي ... مُسلحبات إذا جدَّ الحضُر
وقال فروة بن خيبري التيمي تيم عدي
غدوتُ بمشرف الحجبات نهدٍ ... أقب يصدُنا قبل العَناء
أشم سنابك الرجلين طاف ... إذا نُكسن مِسهال الجِراء
له زَجَلٌ إذا ما الخيلُ ولت ... على إثر الطريدة كالحداء
طويلٍ غير مرتجّ ولكن ... مُمر مثل إمرارِ الرِشاء
كأن عِنانه في جِيد عاطٍ ... أشم المنكبين من الظِباء
ومما يحمل على أبي دواد
وقد أغتدي في بياض الصَّباح ... وأعجازُ ليل مولي الذنْب
بِطرف ينازعني مرسنا ... سلوف المقادة محض النَّسب
طواه القنيصُ وتعداؤه ... وإرشاش عطفيه حتى شسب
بعيد مَدَى الطرف خاظي البضيع ... ممر القُوَى مُسَمَهرّ العَصَب
رفيع المعد كسيد الغاض ... تَميم الضلوع بجوف رَحَبْ
وهادٍ تقدَّم لا عيبَ فيه ... كالجذع شُذِّبَ عنهُ الكَرَبْ
إذا قيد قحَّم من قادَه ... وولَّتْ علابيُه واجْلَعَبْ
كهزِّ الرديني بين الاكفّ ... جرى في الأنابيب ثم اضطرب
وقال ربيعة بن مقروم الضبي
ولقد شهدتُ الخيلَ يومَ طرادها ... بسليم أوظفَةِ القوائم هيكَلِ
شَنِجِ النسا متقاذفٍ عَبل الشوى ... مسباقِ أنديةِ الجيادِ عَمَيْثَلِ
أَخلصتُه صنعاً فآضَ مُحَمْلِجاً ... كالتيس في أمعوزه المتزيِّلِ
لولا اكفكفه لكادَ إذا جرى ... منه العزيمُ يَدُقُّ فاسَ المِسْحَلِ
وإذا يُعلَّلُ بالسياطِ جيادُنا ... أعطاك نائلَه ولم يتعلَّلِ
وقال خالد بن الصقعب النهدي
يدافع رُكن راحلتي كُمَيتٌ ... كلون الصِرفِ قانية الأديمِ
تَعادى من قوائمها ثلاثٌ ... بتَحجيل وقائمةٌ بَهيمِ
كأن قطاتَها كردوس فحلٍ ... مقلِّصةٌ على ساقي ظَليمِ
وقال عدي بن زيد
ولقد أغدو بطرفٍ زانَه ... وجه مَنْزوف وخدٌّ كالمِسَنْ
ذي تَليلٍ مُشنِقٍ قائدَه ... يَسَر بالكفِّ نهدٍ ذي غُسَنْ
مُدْمج كالقدح لا صدعَ به ... فيرى فيه ولا عيبَ أُبَنْ
أيُّ ثغرٍ ما يخف يُندبْ له ... ومتى يخلُ من القود يُصَنْ
كَرَبيب البيت يَفرى جُلَّه ... طاعة العُضِّ وتسحير اللَّبَنْ
فالذي يمسكه يحمَدُه ... تَئِقٌ بالشدّ ممتدُّ الرَّسَنْ
وقال مالك بن نويرة اليربوعي
ولقد غدوتُ على القَنيص وصاحبي ... نهدٌ مَراكله مِسَحٌّ جُرْشعُ
ضافي السبيب كأن غُصن اباءةٍ ... ريَّان يَنْفُضُها إذا ما يُقْدَعُ