فآضت كتيس الربلِ تنزو إذا نزت ... على ذَرِعاتٍ يغتلين خنوسا
وقال داود الأيدي
عَلِق الخيلَ حبُّ قلبي وليداً ... وإذا ثاب عندي الإكثارُ
علقت ها بهنَّ فما يمنع مني الأعنَّةَ الإقتار
جُنَّة لي في كل يومِ رهان ... جُمّعت في رهانها الأجشار
وأنجرادي بهنَّ نحو عدوي ... وارتحالي البلادَ والتَّسيارُ
ومما قيل في الإسلام من الشعر في اتخاذ الخيل لما فيها من الأجر والقوة على العدو.
قال كعب بن مالك
ونُعِدُّ للأعداء كلَّ محصَّن ... وَردٍ ومحجول القوائم أبلَقِ
أمر المليكُ بربطها لعدوّه ... في حرب إن الله خيرُ موِفّق
فتكون غيظاً للعدو وحائطاً ... للدار أن دلَفَت خيول المرَّقِ
وقال الأنصاري قد يحمل هذا الشعر على امرئ القيس - قال أبو عبيدة لم يقله امرؤ القيس ولكنه لرجل من الأنصار.
الخيرُ ما طلعت شمسُ وما غربت ... معلّق بنواصي الخيل مطلوبُ
وقال مكحول بن عبد الله بن بني سعد بن زيد مناة بن تميم
تلوم على ربطِ الجِياد وحبسها ... ووصّى بها الله النبيَّ محمداً
ذرني وعُدِى منِ عيالكِ شطبةّ ... عنود أو مسمولَ الجوانح أقودا
وقال صعصعة بن معاوية السعدي
ما كنت اجعل ما لي فرغَ داليةٍ ... في راس جِذع تصُبُّ الماءَ في الطين
بناتُ اعوجَ تَردى في اُعنَّتها ... خيرُ خَراجا من القِثَّاء والتين
الخيلُ من عُدَّةٍ أوصى الإلهُ بها ... ولم يُوَصِّى بغرسٍ في البساتين
كم من مدينة جّبار أطفن بها ... حتى تركنَ الأعالي كالميادينٍ
وقد تروى هذه الأبيات لحارثة بن بدر الغداني.
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه ثقتي
قال أبو عبيدة ومما يسمى الفرس - أعلى الفرس رأسه وفي رأسه أذناه - وهما قذتاه - وفي الآذنين ذباباهما وعيراهما وصماخهما - وفي الرأس ذؤابته وناصيته وعصفوره وقونسه وقذاله وفقهته وهامته وقمدوحته وخليقاؤه وفراشة وجبينه ومحياه ولطاته ووقباه ولخصتاه وحجاجاه وعيناه.
وفي عينيه حدقاتهما وإنسانهما وناظرهما وذباباهما ومآقيهما وجفونهما وحتارهما وأشفارهما.
وفي رأسه خداه ولهزمتاه وخيشومه وسمومه وقصبة أنفه ونواهقه وغرضاه ومرسنه ونخرته وخنابته وأرنبته ووترته ومنخراه وجحفلتاه وشدقاه ومستطعمه ولحياه ولهزمتاه ونكفتاه وما ضغاه وشجرة وجوزتاه وصببا لحييه ولسانه - وفي لسانه فلكته وعمرتاه سحاءه وعكدته وصرداه وأسلته وفراشته.
وفي فمه لهواته وقلته ومحارته وسحاءته وحنكه وأسنانه ومن الأسنان ثناياه ورباعياته وقوارحه وأنيابه وأضراسه وعُموره.
فأما أذناه وهما قذتاه وسامعتاه فانتصبتا على سائر خلقه وأما ذبابهما فما حد من أطراف الأذنين وأما عيراهما فمتناهما وأما صماخاهما فمدخل السمع في الدماغ من باطن.
ومن آذان الخيل مؤللة ومرهَفة ومؤسلة وكزماء ودفواء وحذواء وحجناء وخثماء وغضفاء وفركاء وسكاء وقنفاء.
فأما المؤللة فالتي انتصبت وحدت وأما الكزماء فالقيصرة وأما الدفواء فالتي تتقبل على الأخرى حتى تكاد تماس أطرافهما في انحدار قبل جبهته لا تنتصب في شدة - وأما الخذواء فالتلي استرخت من اصلها على الحدين فما فوق ذلك - وأما الخنثاء فالتي عرض رأسها ولم تطرف - وأما الغضفاء فالتي تثنى أطرفها على باطنها - وأما الفركاء فالتي فيها رخاوة وهي اشد أصلا من الخذواء - والصمعاء التي تلصق بالعذار من اصلها وهي قصيرة غير مطرفة - السكاء القصيرة التي التصقت بالخششاء - والقنفاء التي تثنى أطرافها على ظاهرها.
ومن الآذان مهو برة وزباء ووطفاء - فأما الموهبرة فالتي يحتشي جوفها وبرا وخارجها ليس فيه شعر يكتسي أطرافها وطررها وربما اكتسى أصول الشعر من أعلى لأذنين وقلما يكون إلا في رائد من الخيل والرائد الراعي والهوبرة مصدر المهوبرة.
والحصيصة التي حص عنها الشعر والوبر - والشرقاء من الآذان التي شقت من أطرافها - وأذن شفارية وهي العريضة الطويلة - وإذن مرهفة وهي التي دقت - وإذن غضنفرة وهي التي غلضت وكثر شعرها وإذن حشرة وهي الدقيقة الصغيرة - والزباء التي يكون في طررها شعر غليظ يطول حتى تلقي أطرافه - والوطفاء مثل غير ذلك انه يكون فيه وبر - وقلما ترى ازب أو اوطف الارائد.