الخيل (صفحة 17)

ولا خير في شيء من الجسأة في القوائم للذكر والأنثى وهي اشد احتمالا لما كان في مقدمهما مما يكره للجودة من الذكر ولا غنى بهما عن جودة أرجلهما ويستحب من الأنثى قصر العجز وقرب ما بين كعبيها ويكره تباعد ما بين رجليها الآن الأنثى إذا اتسع عجانها ورحب مهبلها استرخت رجلها فأدركها الضعف واحتشت الريح فأدركه الخور في ركيها ويستحب فيها الافر والنقر في حضرها ألا تحشى وألا تستقدما كأخذ الذكر لأنها إذا استقدمت رجلها كان اسع لفتورها فلذلك استحب ضيق ذلك منها ولا يستحب ذلك من الذكر.

صفة ما يحضر من الخيل من غير ضمر

من الخيل ما يحضر عن غير ضمر ولا صنعة ولم يوصف خلقه فأن يكن منها ما يحض غايته على غير ضمر ولا صنعة ولا تيسير فالذي يرحب منخراه وجوفه فيفرطان ويرحب أهابه حتى كأنه يكون أهاب كلب أو ضبي يموج فوق للحمه ويلحب متناه وتنتشر قصرياه فتتجافيان عن كليتيه ويهرت شدقاه ويكثر ريقه ويرحب سحره ويلحق صفاته ويشتد فذلك بالحرى أن يجري على غير ضمر ولا صنعة.

ويحتمل الشحم لتمام متنفسه ورحب مواضع الربو منه وذلك بعد أن لا يكون مودعا ويكون قد اخذ منه أياما حتى يلحق بطنه ويستوكع للركض ويرحب منخراه وجوفه وجلده) ولحب متنه ونشوز قصرييه عن كليتيه اكمل ما وصفته وأما كثرة ريقه ورحب شدقيه وسرعة عرقه فعون له وع ما وصفت لك ولا بد له من لحوق بطنه وشدة صفاته إذا احضر فتعنته وتقطعه فلا تلحق له رجلاه إلا استرخى صفاقة فيمنعه من الجري ولابد له من أن يحرك يجري لأن المودع يتغير وليصير الحال دعته فيحرك بالركض حتى يلحق صفاته ويسوكع للجري فتذهب عنه الدعة - وقد رأينا والوحش والكلاب وهي مما يحضر على غير ضمر ولا صنعة فإذا لفت ربت فانقطعت دون ما كانت تحضر للدعة وكذلك سائر الخلق إذا أودع فلذلك رأت أن يحرك أياما وان لم يبلغ به غاية الضمر لتمام رحب مواضع الربو منه.

وإنما يربى الفرس شيئان الدعة والشحم فإذا رحب منه ما وصفت احتمل الشحم وإذا حرك أياما احتمل الدعة وذلك بع أن يتم فيه ما وصفت من خلقه التي يكون بها جواد صبورا.

ويستحب من الخيل أن يكون الفرس عتيقا وعريقا جسما معروف الآباء والأمهات منسوبا سليما من الهجنة ما شابه من العروق من غير العراب والدليل على ذلك ما قالت العرب في أشعارهم.

قال عقلمة بن عبدة أخو بني ربيعة بن مالك بن زيد

وقد أقود أمام الحي سلهبة ... يَهدي فيها نسُب في الحي معلوم

وقال يزيد بن عمر الحنفي

قد أروح أمام الحي يحملني ... ضافي السبيب أسيلُ الخد منسوب

وقال أبو داود الأيدي.

أرعى أجمتّه وحدي ويؤنسني ... نهدُا المراكل صلت الخدّ منسوب

ماء جواد عتيق غير مؤَتشب ... تضمنته له جرادء سُرحوب

وقال النابغة.

فيهم بنات العسجدي ولاحَقَ ... وُرْقَّامرا كلها من المِضمار

أسماء الخيل

العسجدي فرس كان لبنى أسد ولاحق فرس كان لغنى قال طفيل بن سعد الغنوى

بنات الوجيهَّ والغُراب ولاحقٍ ... وأعوج تنمى نسبه المتنسب

والوجه والغراب ولاحق خيل كانت لغنى معروفة منسوبة ومذهب أيضاً كان فرس لغنى - قال شاعر.

وخيل كأمثال السراح مصونة ... ذخائر ما أبقى الغرابُ ومُذهَب

واعوج فرس كان لكندة ثم صار لبني سليم ثم خرج منهم إلى بني هلال بن عامر بن صعصعة - اخبرني بذلك رجل من بني عباس ابن مرداس السامى ذكر انه كان في الأصل لملك من ملوك كندة غازا سليما يوم علاف فقتلوه واخذوا فرسه اعوج قال ثم خرج منا إلى بني هلال فذكرته الشعراء ونسبته إليه خيولها.

قال طرفة

اعوجيات طول شُزّب ... دورك الصنعةُ فيها والضمُر

وقال جرير.

إن الجياد يبّين حول قِبابنا ... من آل أعوج والذي العَقَّال

قال النابغة الجعدي.

وعنا جيج جياد صُنعُ ... نسل فيّاض من آل سبل

وفياض وسبل فرسان كانا لبني جعدة وكان لهم أيضاً فرس يقال له قسامة.

قال النابغة الجعدي.

أغرقسا ميار رباعي جانب ... وقارح جنب سُلَّ اقرح أشقرا

فكانت هذه الخيل فياض وسبل وقسامة لبني جعدة وكان ولآل المندر اللخميين فرس يقال له الصريح وهو الأصل وقد ذكرته العرب في أشعارها ونسبت إليها خيولها - قال شاعر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015