[السُّؤَالُ]
ـ[نعرف جيداً بأنه يحرم حلق اللحية، أو إسبال الإزار؛ بنص الأحاديث الواردة في ذلك، ولكن سؤالي هو أنه في بلادنا يمنع إعفاء اللحية ورفع الإزار، ويعتبر من يفعل ذلك مشبوها لدى الأجهزة الأمنية ويتعرض للسجن والتعذيب، والتحقيقات وحجز جوازات السفر وغيرها من الفتن التي تتعرض لها أسرة الشخص المستقيم. في هذه الظروف الصعبة يعيش الشباب المستقيم والتواق للالتزام بالشرع الحنيف على منهج السلف الصالح أوقاتاً صعبة من تقصير اللحى وإسبال الإزار وغيرها من ترك السنن الثابتة والذي لا يتبع هذا الطريق يكون مقره السجون سؤالي هو: هل نتقي شرور وفتن السجون ومضايقات قوات الأمن بتقصير أو حلق اللحى وترك السنن عموماً أو نصبر على الأذى؟]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
نسأل الله تعالى أن يفرج عن إخواننا المستضعفين في كل مكان، وأن يمكن لهم في الأرض، ويُري أعداءهم منهم ما كانوا يحذرون.
لاشك أن صدع المؤمن بالحق، وثباته على ذلك، وصبره على ما يلقاه في سبيل الله هو الأفضل والأولى، فمن رأى من نفسه الثبات والصبر، فالأولى له أن يجاهر بالحق، وليحتمل ما يصيبه بسبب ذلك؛ قال تعالى: {الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3) أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (4)} [العنكبوت:1 - 3].
ومن خاف على نفسه الضرر، وكان الضرر حقيقياً، وليس مجرد وهمٍ أو جبن، فأخذ برخصة الله؛ دفعاً للضرر عن نفسه، فلا حرج عليه.
فجمهور أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أخذوا بالعزيمة، وصبروا على ما أوذوا في سبيل الله، ولم يعطوا الكفار ما يريدون منهم، رغم ما كانوا يلاقون من أصناف التعذيب.