يعلمون، وإعطاء أنفسهم القدر الذي يستحقون دون تلبيس للحقيقة أو افتراء على الواقع.

فهذا المنهج ولا شك هو أسلم لدين الداعية، وأحفظ لسمعته، وأظهر لحقيقته، وأرضَى لله وللرسول -صلى الله عليه وسلم-.

ثانيًا: على الداعية أن يرجع إلى من اشتهر في زمانه؛ بمعالجة آفات القلوب، وتزكية الأنفس من الدعاة الصالحين، والعلماء الربانيين؛ ليسألهم عن معالجة العُجب والغُرور في نفوس الذين يتصدون للإرشاد ويسيرون في طريق الدعوة، وكيف السبيل إلى مناهضة هذه الآفات واستئصال شأفتها من النفوس.

فعند أولئك من الخبرة التامة، والتجربة الحقيقة في طرق المعالجة لمثل هذه الآفات، بالإضافة إلى ما تميزوا به من الطاقة الإيمانية، والإشعاع الروحي في رد المغرورين إلى الحق، ونقلتهم إلى عالم الصفاء والإخلاص، وتزكية النفس والتربية الإسلامية الفاضلة.

فهذا المنهج ولا شك يربي الداعية على الإخلاص، ويُعرفه بحقيقته مَن هو؟ فلا يدعي لنفسه ما ليس فيه، ولا يُعْطِيها أكثر مما تستحق، وإذا استمر على ذلك فلا ينزلق في متاهات الغرور؛ ولا ينحدر في مزالق العجب والكبر، بل يصبح إنسانًا سويًّا وداعيةً ربانيًّا.

ثالثًا: على الداعية حين يخلو بينه وبين ربه في صلواته وأذكاره، وقراءة القرآن، أن يسائل نفسه: هل داخله الغرور في قول وعمل؟ هل أفتَى بما لا يعلم؟ هل ادَّعى لنفسه بما ليس فيه؟ هل أعلن أمام الملأ أن جماعته هي أفضل الجماعات؟ هل نظر لنفسه بأنه بلغ منزلة الدعاة الكبار؟ هل وهل وهل؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015