في كل ما قمتَ به من عمل، وتسائل نفسك: هل كان عملي لله؟ هل أسلمت وجهي لرب العالمين؟ هل كنت مخلصًا فيما دعوت الناس إليه؟ فإن وجدت خيرًا فاحمد الله، واطلب منه المزيد، وأن رأيت خلاف ذلك فتب إلى الله وجاهد نفسك وأنت مستمر في الدعوة إلى الله؛ حتى تصل في نهاية المطاف إلى منازل الدعاة المخلصين، والعُلَماء العاملين المتقين.
يقول الإمام أبو حامد الغزالي في كتابه (إحياء علوم الدين) في تعريف العُجْب: العجب: هو استعظام النعمة، والركون إليها، مع نسيان إضافتها إلى المُنعم.
فبناء على هذا التعريف نقول: إن المُعْجَب بنفسه هو مَن أعطاه الله تعالى علمًا أو جاهًا، أو قوةً، أو جمالَ هيئةٍ أو نسبًا أو مالًا، أو كثرة أولاد، أو عقلًا وفطانة، أعطاه الله تعالى هذا أو بعض منه، ثم لا يخاف ما أعطاه الله من نعمة زوالها، ولا يَنْسب هذه النعمة إلا موهبها وهو الله -عز وجل- بل ينظر إلى كونها كمالًا له يفرح به، ويَطْمَئنُّ إليه؛ كأنّه يرى أنه شيء يستحقه، ولا فضلَ لله عليه، بل هو كمالٌ لا يزول عنه، وهذا هو الإنسان المعجب بنفسه.
وقد جاء ذم المُعجب في القرآن الكريم، والسنة المطهرة، وأقوال السلف الصالح:
أما القرآن الكريم: فقد قال الله -تبارك وتعالى-: {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ} (التوبة: 25). قال