فعرفه نعمه فعرفها؛ قال: فما عملت فيها؟ قال: تَعَلّمْتُ العِلْمَ وتعلمته، وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت، ولكنك تعلمت ليقال: عالم، وقرأت القرآن ليُقال: هو قارئ، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار. ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله فأوتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركتُ من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت لك فيها، قال: كذَبت، ولكنك فعلت ليُقال: هو جواد، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجه، ثم ألقي في النار)).
وروى أبو داود بإسناد صحيح عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ((مَن تَعَلّم علمًا مما يُبتغَى به وجه الله لا يَتَعَلّمه إلا ليُصيب به عرضًا من الدنيا، لم يجد عرف الجَنّة يوم القيامة)) يعني: ريحها.
وروى مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((قال الله -تبارك وتعالى-: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملًا أشرك فيه معه غيري تركته وشركه)).
إلى غير ذلك من هذه النصوص التي تحذر من الرياء وتبين مصير المرائين المشئوم.
فالرياءُ إذًا كما دلت عليه النصوص من الشرك الأصغر، أو الشرك الخفي، بل هو من الأعمال القبيحة التي تُحْبِطُ العمل، وتُخَيّب السعي، وتخرج المُرائي من دائرة الإسلام؛ وتَطْرُده من رحمة الله.
فقد روى الإمام أحمد والطبراني والبيهقي، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ((إنّ أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: الرياء، يقول الله -عز وجل- يوم القيامة إذا جازَى العباد بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون في الدنيا، فانظروا هل تجدون عندهم الجزاء؟)).
فإذا عرفت هذا أيها الداعية إذا عرفت الرياء وخطره وضرره؛ فما هو علاجه؟