أما الدرس فلا يُقبل عليه إلا الراغب فيه المتيقن من فائدته، وإن كنتُ أنصح عامة المسلمين بضرورة الاهتمام باختيار الخطباء الذين يستمعون إليهم في يوم الجمعة، ويُصلون معهم؛ فإنّ خُطبة الجمعة هي الوجبة الغذائية الدسمة التي يأخذونها كل أسبوع، فلا يليق بمسلم أن يغفل الاهتمام باختيار خطيبه الذي يستمع إليه في يوم الجمعة، ويصلي في أقرب مسجد له أو في أقرب زاوية لمجرد أن يؤدي الجمعة ويسقط الفريضة.
فإن الخطبة لها مكانتها في الإسلام، حتى إن الله -سبحانه وتعالى- سماها ذكرًا، وأمر بالسعي إليها، فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ} (الجمعة: 9) والذكر هو الخطبة، كما جاء في الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ((إذا كان يوم الجمعة قامت الملائكة على أبواب المسجد -أو المساجد- يكتبون الداخل الأول فالأول؛ حتى إذا خرج الخطيب طوت الملائكة صحفها، وجلسوا يستمعون الذكر)) أي: الخطبة.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.