انتقل الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى الرفيق الأعلى.. وهنا تميد الأرض تحت أقدام القوم في المدينة من هول الصدمة.. ويقف المهاجرون والأنصار أمام امتحان الأخوة في مدرسة الأخلاق، ويلتف الأنصار حول سعد بن عبادة في السقيفة، فيتحدث سعد إليهم مبينا سابقتهم في الدين، وتحليهم بالفضيلة والكرامة والإعزاز للرسول -صلى الله عليه وسلم- والمنع لأصحابه، ثم لقد رضي عنهم الرسول الكريم ونصر الله بهم دينه، فليستبدوا إذن بهذا الأمر دون الناس؛ لأنه لهم1، وقد أوصى الرسول المهاجرين بهم خيرًا قبل وفاته2.
ولكن أبا بكر يتدارك الأمر، فيقف خطيبا من القوم، يردهم إلى معنى الأخوة الذي ضربوه من قبل للناس مثلا، ويؤكد لهم عزيز مكانتهم في الإسلام، ولكنه يذكرهم بمكانة المهاجرين، فهم أسبق إلى الإسلام منهم، يقول بعد أن حمد الله وأثنى عليه: