فتأتى السنة النبوية، وتضيف إلى ذلك أنه يحرم أن يجمع الإنسان في الزواج بين المرأة وعمتها، أو بين المرأة وخالتها، أفيقول الرسول هذا برأيه أم يتلقاه عن الله رب العالمين؟ وهناك كثير من ألوان الطعام المحرمة التى يذكرها القرآن، وتكفلت السنة بذكرها، فصار حكمها واجب الالتزام لأنها أبانت جوانب من الحلال والحرام.
اجتهاد الرسول صلى الله عليه وسلم:
قد يقال إن الرسول له اجتهاد، وهذا صحيح، فالرسول كان يجتهد فيمالم ينزل فيه حكم، وفي حادثة تعرض لأول مرة، وقد وجهه الله ذلك؛ ليدرب أمته على التماس وجوه الحق إذا لم يكن هناك نص، فتقوى العقول وتظهر الهمم، وقد حدث في بعض الأحيان القليلة أن اجتهد الرسول، ثم جاء القرآن الحكيم بحكم آخر؛ وذلك ليبين للناس أن الله وحده هو صاحب الأمر الأول والآخير، قال تعالى: {لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُون} 1.
ولذلك جاء في القرآن: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ} 2.
فالرسول بشر، وليس بإله ولا معبود، ولكنه مع هذا مؤيد بالوحي، معصوم بقدرة الله وتوجيهه، أمين في وحيه والتبليغ عن ربه، فإذا قال هؤلاء أو حكم حكما، أو منع شيئا، لم يكن ذلك اختراعا منه ولا ابتداعا من نفسه، بل هو جزء من وحي ربه يتمم به دعوة القرآن، ويوضح عن طريقه شريعة الإسلام، فوجب على كل مسلم أن يتلقى بالرضى والقبول والتسليم كل ما ثبت وصح من السنة النبوية وإلا كان غير خاضع للإسلام.