الخصائص (صفحة 851)

أراد: اللهو1، فوضع "ألهو" موضعه لدلالة الفعل على مصدره, ومثله قولك لمن قال لك: ما يصنع زيد؟: يصلي أو2 يقرأ, أي: الصلاة أو القراءة.

ومما جاء في المبتدأ من هذا قولهم: تسمع بالمعيديّ خير من أن تراه, أي: سماعك به خير من رؤيتك له. وقال -عز وجل: {وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ} 3 أي: منا قوم دون ذلك, فحذف المبتدأ وأقام الصفة التي هي الظرف مقامه. وقال جرير:

نفاك الأغرّ ابن عبد العزيز ... وحقك تُنْفَى عن المسجد4

فحذف "أن" من خبر المبتدأ، وهي: حقك أن تنفى عن المسجد.

وقد جاء ذلك في الفاعل، على عزته. وأنشدنا 5:

وما راعني إلّا يسير بشرطة ... وعهدي به فينا يفش بكير6

كذا أنشدناه "فينا", وإنما هو قَيْنا, أراد بقوله: "وما راعني إلّا يسير" أي: مسيره "على هذا وجهه"7. وقد يجوز أن يكون حالًا، والفاعل مضمر، أي: وما راعني إلّا سائرًا بشرطة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015