وقول1 الآخر 2:
فاذهب فأيّ فتى في الناس أحرزه ... من يومه ظُلم دعج ولا جَبَلُ
"حتى كأنه قال: ما أحد أحرزه ظلم ولا جبل"3.
ومنه قوله 4:
فإن كان لا يرضيك حتى تردَّني ... إلى قطري لا إخالك راضيًا
حمله الفراء على المعنى, قال: لأن معناه: لا يرضيك إلّا أن تردني, فجعل الفاعل متعلقًا على المعنى. وكان أبو علي يغلظ في هذا ويكبره ويتناكره ويقول: الفاعل لا يحذف, ثم إنه فيما بعد لان له وخفض5 من جناح تناكره. وعلى كل حال فإذا كان الكلام إنما يصلحه أو يفسده معناه، وكان "هذا معنى"6 صحيحًا مستقيمًا لم أر به بأسًا. وعلى7 أن المسامحة في الفاعل ليست بالمرضية؛ لأنه أصعب حالًا من المبتدأ. وهو8 في المفعول أحسن, أنشد أبو زيد:
وقالوا ما تشاء فقلت ألهو ... إلى الإصباح آثر ذي أثير9