الخصائص (صفحة 847)

والآخر أن هذه الواو في قوله: ولها كذا هي واو الحال, وصارفة للكلام إلى معنى الابتداء, فقد وجب أن يكون تقديره: لن تراها إلا وأنت تعلم أو تتحقق أو تشمّ, فتأتي بالمبتدأ وتجعل ذلك الفعل المقدَّر خبرًا عنه. فاعرف ذلك.

ومنه قوله 1:

قد سالم الحيات منه القدما ... الأفعوان والشجاع الشجعما

وذات قرنين ضموزا ضرزما

هو من هذا؛ لأنه قد علم أن الحيات مسالمة كما علم أنها مسالمة, ورواها الكوفيون بنصب الحيات، وذهبوا إلى أنه أراد: القدمان, فحذف النون. وينشدون في ذلك قوله:

لنا أعنز لبنٌ ثلاث فبعضها ... لأولادها ثنتًا وما بيننا عنز2

وينشدون قول الآخر 3:

كأن أذنيه إذا تشوَّفا ... قادمتا أو قلَّمَا محرّفا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015