الخصائص (صفحة 823)

ومن ذلك قوله:

فزججتها بمزَجَّة ... زجَّ القلوص أبي مزاده1

أي: زج أبي مزادة القلوص, ففصل بينهما بالمفعول به. هذا مع قدرته على أن يقول: زج القلوص أبو مزادة, كقولك: سرَّني أكل الخبز زيد, وفي هذا البيت عندي دليل على قوة إضافة المصدر إلى الفاعل عندهم, وأنه في نفوسهم أقوى من إضافته إلى المفعول, ألا تراه ارتكب ههنا الضرورة مع تمكنه من ترك ارتكابها لا لشيء غير الرغبة في إضافة المصدر إلى الفاعل دون المفعول.

فأما قوله2:

يطفن بحوزي المراتع لم يُرَعْ ... بواديه من قرع القسيّ الكنائن

فلم نجد فيه بدًّا من الفصل؛ لأن القوافي مجرورة. ومن ذلك قراءة "ابن عامر"3:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015