الخصائص (صفحة 81)

ومما يدلك على لطف القوم ورقتهم مع تبذلهم وبذاذة ظواهرهم؛ مدحهم بالسباطة والرشاقة، وذمهم بضدها من الغلظة والغباوة1، ألا ترى إلى قولها2:

فتى قد قد السيف لا متآزف ... ولا رهل لباته وبآدله

وقول جميل في خبر3 له:

وقد رابني من جعفر أن جعفرًا ... يبث هوى ليلى ويشكو هوى جمل

فلو كنت عذري الصبابة لم تكن ... بطينًا وأنساك الهوى كثرة الأكل

وقول عمر:

قليلًا على ظهر المطية ظله ... سوى ما نفى عنه الرداء المحبر4

وإلى الأبيات المحفوظة في ذلك وهي قوله 5:

ولقد سريت على الظلام بمغشم ... جلد من الفتيان غير مثقل

وأظن هذا الموضع لو جمع لجاء مجلدًا عظيمًا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015