الخصائص (صفحة 383)

ومثله ما رويناه عن قطرب:

وأشرب الماء ما بي نحوهو عطش ... إلا لأن عيونهْ سيل واديها

فقال: "نحو هو" بالواو، وقال "عيونه" ساكن الهاء.

وأما قول الشماخ:

له زجل كأنه صوت حا ... إذا طلب الوسيقة أو زمير1

فليس هذا لغتين لأنا لا نعلم رواية2 حذف هذه الواو وإبقاء الضمة قبلها لغة3، فينبغي أن يكون ذلك ضرورة "وصنعة"3، لا مذهبًا ولغة. وكذلك يجب عندي وينبغي ألا يكون لغة لضعفه في القياس. ووجه ضعفه أنه ليس على مذهب الوصل ولا مذهب الوقف. أما الوصل فيوجب إثبات واوه كلقيتهو أمس. وأما الوقف فيوجب الإسكان كلقيته وكلمته فيجب أن يكون ذلك ضرورة للوزن لا لغة.

وأنشدني الشجري لنفسه:

وإنا ليرعى في المخوف سوامنا ... كأنه لم يشعر به من يحاربه4

فاختلس ما بعد هاء "كأنه "، ومطل ما بعد هاء "بِهىِ "، واختلاس ذلك ضرورة "وصنعة"5 على ما تقدم به القول.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015