الخصائص (صفحة 368)

الكافة على قولهم: الدوام, وليس أحد1 يقول: الديام فعلمت بذلك أن العارض في هذا الموضع إنما هو من جهة الصنعة لا من جهة اللغة.

ومثل ذلك ما حكاه أبو زيد من قولهم: "ما هت الركية تميه ميهًا "2, مع إجماعهم على أمواه, وأنه لا أحد يقول: أمياه.

ونحو من ذلك ما يحكى عن عمارة بن عقيل من أنه قال في جمع ريح: أرياح؛ حتى نبه عليه فعاد إلى أرواح. وكأن أرياحًا أسهل قليلا؛ لأنه قد جاء عنهم قوله:

وعلي من سدف العشي رياح3

فهو بالياء لهذا آنس.

وجماع هذا الباب غلبة الياء على الواو لخفتها؛ فهم لا يزالون4 تسببًا إليها, ونجشًا عنها, واستثارة لها, وتقربًا ما استطاعوا منها.

ونحو هذه الطريق في التدريج , حملهم علباوان على حمراوان, ثم حملهم رداوان على علباوان, ثم حملهم قراوان على رداوان, وقد تقدم ذكره 5. وفي هذا كاف مما يرد في معناه بإذن الله تعالى.

ومن ذلك أنه لما اطردت إضافة أسماء الزمان إلى الفعل نحو , قمت يوم قمت, وأجلس حين تجلس, شبهوا ظرف المكان في "حيث " فتدرجوا من "حين " إلى "حيث " فقالوا: قمت حيث قمت. ونظائره كثيرة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015