الخصائص (صفحة 327)

مروا عجالا وقالوا كيف صاحبكم ... قال الذي سألوا أمسى لمجهودا1

فزاد اللام. وكذلك اللام عندنا في "لعل" زائدة ألا ترى أن العرب قد تحذفها قال:

عل صروف الدهر أو دولاتها ... يدلننا اللمة من لماتها2

فتستريح النفس من زفراتها

وكذلك3 ما أنشده4 ابن الأعرابي من قول الراجز:

ثمت يغدو لكأن لم يشعر ... رخو الإزار زمح التبختر5

أي كأن لم يشعر، فكذلك تكون اللام الثانية في قوله:

لهنك في الدنيا لباقية العمر

زائدة.

فإن قلت: فلم لا تكون الأولى هي الزائدة والأخرى غير زائدة قيل: يفسد ذلك من جهتين: إحداهما أنها قد ثبتت في قوله "لهنك من برق علي كريم " هي لام الابتداء لا زائدة فكذلك ينبغي أن تكون في هذا الموضع أيضًا هي لام الابتداء. والأخرى أنك لو جعلت الأولى هي الزائدة لكنت قد قدمت الحرف الزائد والحروف إنما تزاد لضرب من ضروب الاتساع فإذا كانت للاتساع كان آخر الكلام أولى بها من أوله ألا تراك لا تزيد "كان " مبتدأة وإنما تزيدها حشوًا أو آخرًا وقد تقدم ذكر ذلك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015