الخصائص (صفحة 314)

ما أفاد. وعلى نحو من هذا قالوا "جمالية" لأنهم شبهوها بالجمل في شدته وعلو خلقه؛ قال الأعشى:

جمالية تغتلي بالردف ... إذا كذب الآثمات الهجيرا1

وقال الراعي:

على جمالية كالفحل هملاج

وهو كثير. فلما شاع ذلك واطرد صار كأنه أصل في بابه، حتى عادوا فشبهوا الجمل بالناقة في ذلك؛ فقال2:

وقربوا كل جُمالي عَضِه ... قريبةٍ ندوتُه من مَحمَضِه

فهذا من حملهم الأصل على الفرع فيما كان الفرع أفاده من الأصل، ونظائره في هذه اللغة كثيرة.

وهذا المعنى عينه قد استعمله النحويون في صناعتهم فشبهوا الأصل بالفرع في المعنى الذي أفاده ذلك الفرع من ذلك الأصل ألا ترى أن سيبويه أجاز في قولك: هذا الحسن الوجه أن يكون الجر في الوجه من موضعين، أحدهما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015