الخصائص (صفحة 1246)

منهما فصار ذلك القدر من الفكر وصلة بين الشيئين، وجامعا لمعتاد الأمرين. وكذلك1 إذا عظم الأمر واشتد الخطب على أنه لا يقوم له، ولا يحضر فيه إلا الأجلاد وذوو البسالة، دون الولدان وذوي الضراعة. فصار العلم بفقد هذا الضرب من الناس وصله فيه2 بينهما، وعذرا في تصاقبهما3 وتدانى حاليهما.

ومن ذلك أن يقال: من أين تجمع قول الأعشى:

ألم تغتمض عيناك ليلة أرمدا ... وبت كما بات السليم مسهدا4

مع قول الآخر -فيما رويناه عن ابن الأعرابي:

وطعنة مستبسل ثائر ... ترد الكتيبة نصف النهار5

ومع قول العجاج:

ولم يضع جاركم لحم الوضم6

ومع قوله أيضًا:

حتى إذا اصطفوا له جدارا7

طور بواسطة نورين ميديا © 2015