الخصائص (صفحة 1198)

هذا1 رجل مات نساؤه شيئًا فشيئًا فتظلم من ملك الموت عليه السلام. وحقيقة لفظه غلط وفساد2. وذلك أن هذا الأعرابي لما سمعهم يقولون: ملك الموت، وكثر ذلك في الكلام، سبق إليه أن هذه اللفظة مركبة من ظاهر لفظها؛ فصارت عنده كأنها فعل؛ لأن ملكًا في اللفظ "على صورة"3 فلك فبني منها فاعلًا، فقال: مالك موت، وغدا مالك. فصار في ظاهر لفظه كأنه فاعل، وإنما مالك هنا على الحقيقة والتحصيل مافل، كما أن ملكًا على التحقيق مفل، وأصله ملأك4، فألزمت همزته التخفيف، فصار ملكًا. واللام فيه فاء، والهمزة عين، والكاف لام، هذا أصل تركيبه وهو "ل أك"5 وعليه تصرفه، ومجيء الفعل "منه في الأمر الأكثر"6 قال:

ألكني إليها وخير الرسو ... ل أعلمهم بنواحي الخبر

وأصله: ألئكني7؛ فخففت همزته. وقال:

ألكني إليها عمرك الله يا فتى ... بآية ما جاءت إلينا تهاديا

وقال8:

ألكني إلى قومي السلام رسالة ... بآية ما كانوا ضعافًا ولا عزلا

"وقال يونس: ألك يألك"9.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015