وفيه يقول عبد الله بن العباس بن الفضل بن الربيع:

يا ديرَ قوطا، لقد هيّجتَ لي طربا ... أزاح عنْ قلبي الأحزانَ والكربا

كم ليلةٍ فيكَ وأصلتَ السرورَ بها ... لمّا وصلتُ لها الأدوارَ والنَّخبا

في فتيةٍ بذلوا في القصف ما ملكوا ... وأنفقوا في التصابي المالَ والنّشبا

وشادنٍ، ما رأتْ عيني لهُ شبهاً ... في الناسِ، لا عجماً منهم ولا عرباً

إذا بدا مقبلاً، ناديتُ: واطربا ... وإن مضى معرضاً، ناديت: واحربا

أقمتُ بالدّير حتّى صارَ لي وطناً ... من أجله، ولبستٌ المسحَ والصُّلبا

وصارَ شمّاسهُ لي صاحباً وأخا ... وصارَ قسيّسهُ لي والدا، وأبا

ظبيٌ لواحظهُ للعاشقين [ظبا] ... فمنْ دنا منه مغتراً بها ضربا

إن جئتُ للوصلِ أبدى جفوةً ونبا ... أوسمتهُ العطفَ، ولىّ معرضاً وأبى

وإن شكوتُ إليه مرَّ قسوتهِ ... وما ألاقيهِ من هجرانهِ فقطبا

واللهِ لو سامني نقسي سمحتُ بها ... وما بخلتُ عليهِ بالذي طلبا

196 دير القيارة: منسوب إلى عين القيارة، بقرب الموصل، وهي حمة يقصدونها للاستشفاء بمائها. ينبع منها القار.

قال الشابشتي: هذا الدير لليعقوبية. وهو على أربعة فراسخ من الموصل، في الجانب الغربي، من أعمال الحديثة مشرف على دجلة، وتحته عين قار، وهي عين تفور بماء حار، يخرج معه قار، وتصب في دجلة. فما دام القير في مائه فهو لين يمتد، فإذا فارق الماء، وبرد جف.

وهناك قوم يجتمعون عند العين، فيجمعون هذا القير، ويعرفونه من مائة بالقفاف، ويطرحونه على الأرض، ولهم قدور حديد كبار، مركبة على مستوقدات، فيطرح القير في القدور، وينخل له الرمل، فيطرح عليه بمقدار يعرفونه، ويوقد تحته حتى يذوب، ويخلط بالرمل. وهم يحركونه تحريكاً دائماً، فإذا بلغ حد استحكامه صبوه على الأرض قطعاً تتجمد وتصلب بعد أن تبرد، ويحمل إلى البلدان لتقير به السفن والحمامات وسواها.

والناس يقصدون موضع الدير للتنزه فيه والشرب، ويستحمون من ذلك الماء، لأنه يقوم مقام الحمامات في قلع البثور، وغير ذلك من الأدواء وللدير قائم وكل دير لليعقوبية والملكانية فعنده قائم. وديارات النسطورية لا قائم لها.

197 دير قيس: بغوطة دمشق، في كتاب الشام: خالد بن سعيد بن محمد بن أبي عبد الله بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي. وذكره وأباه ابن أبي العجائز، في تسميته من كان بالغوطة من بني أمية، وأنهما كانا في دير قيس من خولان.

198 دير كاذي: من ديرة حران، وكان أهلها قديماً من الصائبة.

199 دير كردشبر: في المفازة التي بين الري وقم.

ذكره مسعر في رسالته. وهو حصن عظيم هائل، ضخم البناء، له أبرجة مفرطة في الضخامة والعلو. أما سوره فمبني بالآجر، وبداخله آزاج وأبنية وعقود.

وتقدير صحنه نحو جريبين مساحة أو أكثر. ومكتوب على جانب بعض أساطينه: تقوم الآجرة من [آجر] هذا البناء بدرهم [وثلثي درهم] وثلاثة أرطال من الخز، ودانق توابل، وقنينة خمر صاف، فمن صدق بذلك، وإلا فلينطح برأسه أي ركن من أركانه.

وحول هذا الدير صهاريج للماء واسعة، وهي منقورة في الصخور.

200 دير كعب: وهو دير قديم بقرب رسوم مدينة بابل، وإليه انتهت هزيمة الفرس بعد القادسية.

قال أحد الشعراء يذكره:

فمنْ وادي القرى ولديرْ كعبٍ ... عطفنا الحيل ضامرةَ الأياطلْ

201 دير الكلب: بالتحريك، بلفظ الداء الذي يصيب من يعضه الكلب.

هذا الدير بنواحي الموصل، في ناحية باعذرا، بين الموصل وجزيرة ابن عمر، له قلالي مبنية، بعضها فوق بعض. ورهبتنه كثيرون.

قال الخالدي: لهذا الدير خاصية في برء عضة الكلب الكَلِب، فمن عضه كلب كَلِبٌ، وبودر بالحمل إليه، وعالجه رهبانه برئ، وإن تجاوز الأربعين يوماً فلا حيلة لهم فيه.

وله عيد في وقت من السنة يخرج فيه خلق من النصارى إلى الدير للإقامة، وخلق من المسلمين للنظر والنزهة، وفيه يقول السفاح:

سقى ورعى اللهُ ديرَ الكلاب ... ومنْ فيهِ راهبٍ ذي أدبْ

202 دير الكلب: بتسكين ثانيه، بمصر، على شاطئ النيل، وهو قريب من دير الفأر. وهو من الديرة القديمة بمصر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015