المال المشهور من الصامت والضياع والدور والرقيق الذي لا يمكنهم ستره.
وأهل الوسطى هم الذين تعرف لهم دور ويسار ويوثق بهم في الاموال ويؤتمنون على المتاع. وأهل الدون هم سائر من دون هذه الطبقة. وكان على كل انسان من أهل الذمة ما يسمى الارزاق وهو على كل من كان منهم بالشام، مديان من الحنطة وثلاثة أقساط من الزيت في كل شهر وعلى أهل العراق خمسة عشر صاعا وعلى أهل مصر أردب وشيء من العسل وضيافة المسلمين ثلاثة أيام، وانما كان ذلك في أول الامر ثم رفع عنهم وأراه صار في الخراج الواجب على من يجب عليه منهم. وروى عن سفيان بن عينية عن ابن أبي نجيح قال: سألت مجاهدا لم وضع عمر على أهل الشام من الجزية أكثر مما وضعه على أهل اليمن، فقال: لليسار فدل ذلك على ان يزيد وينقص في الخراج على قدر الاحتمال. وللجماجم بديار مضر رسم يخالف رسم الجوالي وذلك ان حكم الجوالي التطبيق بحسب ما عليه سائر الامصار، والجماجم بهذه الديار وهم، النبل «9» المقيمون بها. فكان معاوية بن أبي سفيان جعل على جميعهم الطبقة الوسطى، وهي أربعة وعشرون درهما، وثمن عليهم أقساط العسل والزيت فبلغت قيمة ذلك بسعر الوقت تسعة دراهم اضافة «10» الى الجزية فصار الجميع ثلاثة وثلاثين درهما. واذا أسلم الذمي في آخر السنة وقد كانت الجزية وجبت عليه وحضر وقت افتتاح خراج «11» الجوالي، فلا شيء عليه لانه (لا جزية على مسلم) «12» وان مات أو جلا لم يجب على ورثته، ولا على خلفه «13» لانهم غير ضامنين لها عنه.