وقال الهذليّ [1] : [من البسيط]
وليلة يصطلي بالفرث جازرها ... يختصّ بالنّقرى المثرين داعيها
لا ينبح الكلب فيها غير واحدة ... من الشّتاء ولا تسري أفاعيها
وفي الجمد والبرد والأزمات يقول الكميت [2] : [من الوافر]
وفي السنة الجماد يكون غيثا ... إذا لم تعط درّتها الغضوب [3]
وروّحت اللّقاح مبهلات ... ولم تعطف على الرّبع السّلوب [4]
وكان السّوف للفتيان قوتا ... تعيش به وهيّبت الرقوب [5]
وفي هذه القصيدة يقول في شدة الحر:
وخرق تعزف الجنّان فيه ... لأفئدة الكماة لها وجيب [6]
قطعت ظلام ليلته ويوما ... يكاد حصى الإكام به يذوب
وقال آخر لمعشوقته [7] : [من الطويل]
وأنت التي كلفتني البرد شاتيا ... وأوردتنيه فانظري أيّ مورد [8]
فما ظنك ببرد يؤدّي هذا العاشق إلى أن يجعل شدّته عذرا له في تركه الإلمام بها. وذلك قوله في هذه القصيدة [9] :
فيا حسنها إذ لم أعج أن يقال لي ... تروّح فشيعنا إلى ضحوة الغد
فأصبحت مما كان بيني وبينها ... سوى ذكرها كالقابض الماء باليد