الحيوان (صفحة 991)

وقال الهذليّ [1] : [من البسيط]

وليلة يصطلي بالفرث جازرها ... يختصّ بالنّقرى المثرين داعيها

لا ينبح الكلب فيها غير واحدة ... من الشّتاء ولا تسري أفاعيها

وفي الجمد والبرد والأزمات يقول الكميت [2] : [من الوافر]

وفي السنة الجماد يكون غيثا ... إذا لم تعط درّتها الغضوب [3]

وروّحت اللّقاح مبهلات ... ولم تعطف على الرّبع السّلوب [4]

وكان السّوف للفتيان قوتا ... تعيش به وهيّبت الرقوب [5]

وفي هذه القصيدة يقول في شدة الحر:

وخرق تعزف الجنّان فيه ... لأفئدة الكماة لها وجيب [6]

قطعت ظلام ليلته ويوما ... يكاد حصى الإكام به يذوب

وقال آخر لمعشوقته [7] : [من الطويل]

وأنت التي كلفتني البرد شاتيا ... وأوردتنيه فانظري أيّ مورد [8]

فما ظنك ببرد يؤدّي هذا العاشق إلى أن يجعل شدّته عذرا له في تركه الإلمام بها. وذلك قوله في هذه القصيدة [9] :

فيا حسنها إذ لم أعج أن يقال لي ... تروّح فشيعنا إلى ضحوة الغد

فأصبحت مما كان بيني وبينها ... سوى ذكرها كالقابض الماء باليد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015