وذلك أن النار إذا ألقي عليها اللحم فصار لها دخان، اصهابّت [1] بدخان ماء اللحم وسواد القتار [2] . وهذا يدل أيضا على ما قلنا.
وفي ذلك يقول الهيّبان الفهميّ: [من الوافر]
له فوق النّجاد جفان شيزى ... ونار لا تضرّم للصّلاء [3]
ولكن للطّبيخ، وقد عراها ... طليح الهمّ مستلب الفراء [4]
وما غذيت بغير لظى، فناري ... كمرتكم الغمامة ذي العفاء [5]
وقال سحر العود: [من الوافر]
له نار تشبّ على يفاع ... لكلّ مرعبل الأهدام بالي [6]
ونار فوقها بجر رحاب ... مبجّلة تقاذف بالمحال [7]
ويدلّ أيضا على ما قلنا: أن النار يختلف لونها على قدر اختلاف جنس الدّهن والحطب والدخان، وعلى قدر كثرة ذلك وقلّته، وعلى قدر يبسه ورطوبته- قول الراعي حين أراد أن يصف لون ذئب فقال [8] : [من الكامل]
وقع الربيع وقد تقارب خطوه ... ورأى بعقوته أزلّ نسولا [9]