فلما قال [1] : [من البسيط]
يا أحمد المرتجى في كلّ نائبة ... قم سيّدي نعص جبّار السّموات [2]
غطّى هذا على الأوّل. وهذا البيت مع كفره مقيت جدا. وكان يكثر في هذا الباب.
وأما سوى هذا الفنّ فلم يعرفوا له من الخطإ إلا قولّه [3] : [من السريع]
أمستخبر الدّار هل تنطق ... أنا مكان الدار لا أنطق
كأنها إذ خرست جارم ... بين ذوي تفنيده مطرق [4]
فعابوه بذلك، وقالوا: لا يقول أحد: لقد سكت هذا الحجر، كأنّه إنسان ساكت، وإنما يوصف خرس الإنسان بخرس الدّار، ويشبّه صممه بصمم الصّخر.
وعابوه بقوله، حين وصف عين الأسد بالجحوظ، فقال [5] : [من السريع]
كأنّ عينه إذا التهبت ... بارزة الجفن عين مخنوق
وهم يصفون عين الأسد بالغؤور. قال الرّاجز [6] : [من الرجز]
كأنما ينظر من جوف حجر
وقال أبو زبيد [7] : [من البسيط]
كأنّ عينيه في وقبين من حجر ... قيضا اقتياضا بأطراف المناقير [8]
ومع هذا فإنّا لا نعرف بعد بشّار أشعر منه.