وما كان ينبغي لبشّار أن يناظر حمادا من جهة الشعر وما يتعلّق بالشّعر، لأنّ حمّادا في الحضيض، وبشّارا مع العيّوق. وليس في الأرض مولّد قرويّ يعدّ شعره في المحدث إلّا وبشّار أشعر منه.
وقال أبو الشمقمق [1] في جميل بن محفوظ: [من المتقارب]
وهذا جميل على بغله ... وقد كان يعدو على رجله
يروح ويغدو كأير الحمار ... ويرجع صفرا إلى أهله [2]
وقد زعموا أنّه كافر ... وأنّ التّزندق من شكله
كأني به قد دعاه الإمام ... وآذن ربّك في قتله
وأمّا أبو نواس فقد كان يتعرّض للقتل بجهده. وقد كانوا يعجبون من قوله [3] :
[من المديد]
كيف لا يدنيك من أمل ... من رسول الله من نفره
فلما قال [4] : [من المنسرح]
فاحبب قريشا لحبّ أحمدها ... واشكر لها الجزل من مواهبها
جاء بشيء غطّى على الأوّل.
وأنكروا عليه قوله: [من الرجز]
لو أكثر التّسبيح ما نجّاه