الحيوان (صفحة 890)

قال: ولا يصلح أن تكون «ما» في الموضع الذي ذكر؛ لأنّ ذلك يصير كقول القائل: التمر حلو، والثّلج بارد، والنّار حارّة. ولا يحتاج إلى أن يخبر أنّ الذي يسمع هذا الصّوت؛ لأنه لا مسموع إلّا الصّوت.

قال خصمه: فقد قال علقمة بن عبدة: [من البسيط]

حتّى تلافى وقرن الشّمس مرتفع ... أدحيّ عرسين فيه البيض مركوم

يوحي إليها بإنقاض ونقنقة ... كما تراطن في أفدانها الرّوم

ثم قال:

تحفّه هقلة سفعاء خاذلة ... تجيبه بزمار فيه ترنيم

واحتجّ من زعم أنها تسمع، بقوله [1] : [من الطويل]

وصحم صيام بين صمد ورجلة ... وبيض تؤام بين ميث ومذنب [2]

متى ما تشأ تسمع عرارا بقفرة ... يجيب زمارا كاليراع المثقب [3]

وقال الطّرمّاح [4] : [من الكامل]

يدعو العرار بها الزّمار كأنّه ... ألم تجاوبه النّساء العوّد [5]

قال: وصوت النعامة الذّكر: العرار. وصوت الأنثى: الزّمار.

وأنشد الذي زعم أنّها لا تسمع، قول أسامة بن الحارث الهذليّ [6] : [من الطويل]

تذكّرت إخواني فبتّ مسهّدا ... كما ذكرت بوّا من اللّيل فاقد [7]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015