الحيوان (صفحة 843)

وتارة تحسبه ميّتا ... من طول إطراق وإخبات [1]

وقال آخر، وهو جاهليّ [2] : [من الرجز]

لا همّ إن كان أبو عمرو ظلم ... وخانني في علمه وقد علم

فابعث له في بعض أعراض اللّمم ... لميمة من حنش أعمى أصم

أسمر زحّافا من الرّقط العرم ... قد عاش حتى هو لا يمشي بدم [3]

فكلّما أقصد منه الجوع شم ... حتى إذا أمسى أبو عمرو ولم

يمسّ منه مضض ولا سقم ... قام وودّ بعدها أن لم يقم

ولم يقم لإبل ولا غنم ... ولا لخوف راعه ولا لهم

حتّى دنا من رأس نضناض أصم ... فخاضه بين الشّراك والقدم [4]

بمذرب أخرجه من جوف كم ... كأنّ وخز نابه إذا انتظم [5]

وخزة إشفى في عطوف من أدم [6]

ومخالب الأسد وأشباه الأسد من السّباع، تكون في غلف، إذا وطئت على بطون أكفها ترفّعت المخالب ودخلت في أكمام لها، وهو قول أبي زبيد [7] : [من الوافر]

بحجن كالمحاجن في فتوخ ... يقيها فضّة الأرض الدّخيس [8]

وكذلك أنياب الأفاعي، هي ما لم تعضّ فمصونة في أكمام، ألا تراه يقول [9] :

[من الرجز]

فخاضه بين الشّراك والقدم ... بمذرب أخرجه من جوف كم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015