أهوى إلى باب جحر في مقدّمه ... مثل العسيب ترى في رأسه قزعا
اللّون أربد والأنياب شابكة ... عصل ترى السّمّ يجري بينها قطعا
يهوي إلى الصّوت والظلماء عاكفة ... تعرد السّيل لاقى الحيد فاطّلعا
لو نال كفّك آبت منه مخضبة ... بيضاء قد جللت أنيابها قزعا
بيعت بوكس قليل فاستقلّ بها ... من الهزال أبوها بعد ما ركعا
فردّ عليه يحيى فقال [1] : [من البسيط]
كم حيّة ترهب الحيّات صولته ... يحمى لريديه قد غادرته قطعا [2]
يلقين حيّة قفّ ذا مساورة ... يسقى به القرن من كأس الرّدى جرعا [3]
تكاد تسقط منهنّ الجلود؛ لما ... يعلمن منه إذا عاينّه، قزعا [4]
أصمّ ما شمّ من خضراء أيبسها ... أو مسّ من حجر أوهاه فانصدعا [5]
وقال آخر: [من السريع]
وكم طوت من حنش راصد ... للسّفر في أعلى الثّنيّات
أصمّ أعمى لا يجيب الرّقى ... يفترّ عن عصل حديدات [6]
منهرت الشدق رقود الضحى ... سار طمور في الدّجنّات [7]
ذي هامة رقطاء مفطوحة ... من الدّواهي الجبليّات
صلّ صفا، تنطف أنيابه ... سمام ذيفان مجيرات [8]
مطلن في اللّحيين مطلا إلى ... رأس وأشداق رحيبات
قدّمن عن ضرسين واستأخرا ... إلى سماخين ولهوات [9]
يسبته الصّبح وطورا له ... نفخ ونفث في المغارات [10]