الكرماني عن أنس- ولا أدري من أنس هذا- في صفة ناقة: [من الطويل]
شناحية فيها شناح كأنّها ... حباب بكفّ الشّأو من أسطع حشر [1]
والحباب: الحيّة الذّكر.
وكما يقولون [2] : ذئب الخمر، يقولون: أرنب الخلّة [3] ، وتيس الرّبل، وضبّ السّحا [3] . والسّحا بقلة تحسن حاله من أكلها.
وكذلك يقولون: «ما هو إلّا قنفذ برقة» [4] لأنه يكون أخبث له.
وذلك كلّه على قدر طبائع البلدان والأغذية العاملة في طبائع الحيوان. ألا ترى أنّهم يزعمون أنّ من دخل أرض تبّت [5] لم يزل ضاحكا مسرورا، من غير عجب حتّى يخرج منها. ومن أقام بالموصل حولا ثم تفقّد قوّته وجد فيها فضلا. ومن أقام بالأهواز حولا فتفقّد عقله ذو فراسة وجد النّقصان فيه بيّنا. كما يقال في حمّى خيبر، وطحال البحرين، ودماميل الجزيرة، وجرب الزّنج. وقال الشمّاخ [6] : [من الوافر]
كأنّ نطاة خيبر زوّدته ... بكور الورد ريّثة القلوع [7]
وقال أوس بن حجر [8] : [من الطويل]
كأنّ به إذ جئته خيبريّة ... يعود عليه وردها وقلالها [9]