وزعم بعضهم أنّ تلك الأرضة بأعيانها تستحيل نملا، وليس فناؤها لأكل النّمل لها، ولكنّ الأرضة نفسها تستحيل نملا. فعلى قدر ما يستحيل منها يرى النقص [1] في عددها. ومضرّتها على الأيام.
قال: وبالنّمل يضرب المثل؛ يقال: «جاؤوا مثل النّمل» [1] .
والزّنج نوعان [2] : أحدهما يفخر بالعدد، وهم يسمّون النّمل، والآخر يفخر بالصّبر وعظم الأبدان، وهم يسمّون الكلاب. وأحدهما يكبو والآخر ينبو. فالكلاب تكبو، والنّمل تنبو [2] .
قال: ومن أسباب هلاك النّمل نبات الأجنحة له. وقد قال الشاعر [3] : [من الكامل]
وإذا استوت للنّمل أجنحة ... حتى يطير فقد دنا عطبه
وإذا صار النّمل كذلك أخصبت العصافير؛ لأنها تصطادها في حال طيرانها.
قالوا [4] : وتقتل بأن يصبّ في أفواه بيوتها القطران والكبريت الأصفر، ويدسّ في أفواهها الشّعر. وقد جرّبنا ذلك فوجدناه باطلا. انتهى.