وأنا أظنّ أن معاوية لم يقل كما قالوا: ولكنّه قدم في اللّفظ بيض الأنوق، فقال:
«طلب بيض الأنوق، فلما لم يجده طلب الأبلق العقوق» .
وأمّا قول ابن أحمر [1] : [من الكامل]
يمشي بأوظفة شديد أسرها ... شمّ السنابك لا تقي بالجدجد [2]
إذ صبّحته طاويا ذا شرّة ... وفؤاده زجل كعزف الهدهد
فقد يكون ألّا يكون عنى بهذا الهدهد، لأنّ ذكورة الحمام وكلّ شيء غنّى من الطير وهدر ودعا، فهو هدهد. ومن روى «كعزف الهدهد» [3] فليس من هذا في شيء.
وقد قال الشاعر في صفة الحمام: [من الكامل]
وإذا استشرن أرنّ فيها هدهد ... مثل المداك خضبته بجساد [4]
وخطب رجل جميل امرأة، وخطبها معه رجل دميم فتزوجت الدّميم لماله، وتركته، فقال [5] : [من الطويل]
ألا يا عباد الله ما تأمرونني ... بأحسن من صلّى وأقبحهم بعلا
يدبّ على أحشائها كلّ ليلة ... دبيب القرنبى بات يقرو نقا سهلا [6]