الحيوان (صفحة 688)

908-[طول ذماء الخنفساء]

وقال الرقاشي: ذكرت صبر الخنزير على نفوذ السهام في جنبه، فقال لي أعرابيّ: الخنفساء أصبر منه، ولقد رأيت صبيّا من صبيانكم البارحة وأخذ شوكة وجعل في رأسها فتيلة، ثمّ أوقد نهارا، ثمّ غرزها في ظهر الخنفساء، حتّى أنفذ الشّوكة. فغبرنا ليلتنا وإنّها لتجول في الدّار وتصبح لنا. والله إنّي لأظنها كانت مقربا [1] ، لانتفاخ بطنها.

قال: وقال القنانيّ: العواساء: الحامل من الخنافس، وأنشد [2] : [من الرجز]

بكرا عواساء تفاسا مقربا

909-[أعاجيب الجعل]

قال: ومن أعاجيب الجعل أنّه يموت من ريح الورد، ويعيش إذا أعيد إلى الرّوث. ويضرب بشدّة سواد لونه المثل. قال الرّاجز وهو يصف أسود سالخا [3] : [من الرجز]

مهرّت الأشداق عود قد كمل ... كأنّما قمّص من ليط جعل [4]

والجعل يظلّ دهرا لا جناح له، ثم ينبت له جناحان، كالنمل الذي يغبر دهرا لا جناح له، ثم ينبت له جناحان، وذلك عند هلكته.

910-[تطور الدعاميص]

والدّعاميص [5] قد تغبر حينا بلا أجنحة، ثم تصير فراشا وبعوضا. وليس كذلك الجراد والذّبّان، لأنّ أجنحتها تنبت على مقدار من العمر ومرور من الأيام.

وزعم ثمامة، عن يحيى بن خالد: أنّ البرغوث قد يستحيل بعوضة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015