متطيّرا ممّا أتاه، فطعمه ... لونان باطنه خلاف الظّاهر
والفرس تحبّ الآس [1] وتكره الورد، لأن الورد لا يدوم، والآس دائم.
قال: وإذا صاح الغراب مرتين فهو شرّ، وإذا صاح ثلاث مرّات فهو خير، على قدر عدد الحروف.
ويقال: إنّ بين الغراب والحمار عداوة. كذا قال صاحب المنطق.
وأنشدني بعض النحويّين [2] : [من الرجز]
عاديتنا لا زلت في تباب ... عداوة الحمار للغراب
ويقال: «أصحّ من غراب» . وأنشد ابن أبي كريمة لبعضهم، وهو يهجو صريع الغواني مسلم بن الوليد: [من الوافر]
فما ريح السّذاب أشدّ بغضا ... إلى الحيّات منك إلى الغواني [3]
وأنشد: [من الوافر]
وأصلب هامة من ذي حيود ... ودون صداعه حمّى الغراب [4]
وزعم لي داهية من دهاة العرب الحوّائين، أنّ الأفاعي وأجناس الأحناش، تأتي أصول الشّيح والحرمل، تستظل به، وتستريح إليه.
ويقال: «أغرب من غراب» . وأنشد قول مضرّس بن لقيط: [من الطويل]
كأني وأصحابي وكرّي عليهم ... على كلّ حال من نشاط ومن سأم
غراب من الغربان أيّام قرّة ... رأين لحاما بالعراص على وضم [5]
وقد اعترض قوم علينا في الحديث الذي جاء في تفرقة ما بين الطيرة والفأل،