فقلت وعفت: الحبل حبل وصالها ... تجذّذ من سلماك وانصرم الحبل [1]
وقلت: سيال! قد تسلّت مودّتي ... تصور غصونا! صار جثمانها يعلو [2]
وعفت الغرير الطّفل طفلا أتت به ... فقلت لأصحابي: مضيّكم جهل
رجوعي حزم وامترائي ضلّة ... كذلك كان الزّجر يصدقني قبل
وقال ابن قيس الرّقيّات [3] : [من الخفيف]
بشّر الظّبي والغراب بسعدى ... مرحبا بالذي يقول الغراب
وقال آخر [4] : [من الطويل]
بدا إذ قصدنا عامدين لأرضنا ... سنيح فقال القوم: مرّ سنيح
وهاب رجال أن يقولوا وجمجموا ... فقلت لهم: جار إليّ ربيح
عقاب بإعقاب من الدار بعد ما ... مضت نيّة لا تستطاع طروح
وقالوا: دم! دامت مودّة بيننا ... وعاد لنا غض الشباب صريح
وقال صحابي: هدهد فوق بأنة! ... هدى وبيان في الطريق يلوح
وقالوا: حمامات! فحمّ لقاؤها ... وطلح! فنيلت والمطيّ طليح
قالوا: فهو إذا شاء جعل الحمام من الحمام والحميم والحمى. وإن شاء قال:
«وقالوا حمامات فحمّ لقاؤها» وإذا شاء اشتق البين من البان. وإذا شاء اشتقّ منه البيان.
وقال آخر [5] : [من الطويل]
وقالوا: عقاب! قلت عقبى من الهوى ... دنت بعد هجر منهم، ونزوح
وقالوا: حمامات! فحمّ لقاؤها ... وعاد لنا حلو الشّباب ربيح
وقالوا: تغنّى هدهد فوق بانة! ... فقلت: هدى نغدو به ونروح
ولو شاء الأعرابيّ أن يقول إذا رأى سواد الغراب: سواد سودد، وسواد الإنسان: