الحيوان (صفحة 652)

فإذا الأشائم كالأيا ... من والأيامن كالأشائم

وكذاك لا خير ولا ... شرّ على أحد بدائم

وأنشد لخثيم بن عديّ [1] : [من الطويل]

وليس بهيّاب إذا شدّ رحله ... يقول عداني اليوم واق وحاتم

ولكنّه يمضي على ذاك مقدما ... إذا صدّ عن تلك الهنات الخثارم

والخثارم: هو المتطيّر من الرّجال. وأما قوله: «واق وحاتم» فحاتم هو الغراب، والواقي هو الصّرد، كأنّه يرى أنّ الزّجر بالغراب إذا اشتقّ من اسمه الغربة، والاغتراب، والغريب، فإنّ ذلك حتم. ويشتق من الصّرد التصريد، والصّرد وهو البرد. ويدلك على ذلك قوله [2] : [من الطويل]

دعا صرد يوما على غصن شوحط ... وصاح بذات البين منها غرابها [3]

فقلت: أتصريد وشحط وغربة ... فهذا لعمري نأيها واغترابها

فاشتقّ التّصريد من الصّرد، والغربة من الغراب، والشّحط من الشّوحط.

ويقال أغرب الرّجل: إذا اشتدّ مرضه، فهو مغرب.

قال: والعنقاء المغرب، العقاب، لأنها تجيء من مكان بعيد.

857-[أصل التطير في اللغة]

قال: وأصل التطيّر إنما كان من الطّير ومن جهة الطير، إذا مرّ بارحا [4] أو سانحا [5] ، أو رآه يتفلى وينتتف، حتى صاروا إذا عاينوا الأعور من النّاس أو البهائم، أو الأعضب أو الأبتر، زجروا عند ذلك وتطيّروا عندها، كما تطيّروا من الطير إذا رأوها على تلك الحال. فكان زجر الطّير هو الأصل، ومنه اشتقوا التطيّر، ثمّ استعملوا ذلك في كلّ شيء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015