تقوّب: تقشر ما على أوراكها من سلحها وبولها، من ضربها بأذنابها.
وكلّ غراب فقد يقال له غراب البين إذا أرادوا به الشؤم، أمّا غراب البين نفسه، فإنّه غراب صغير. وإنّما قيل لكلّ غراب غراب البين، لسقوطها في مواضع منازلهم إذا بانوا عنها. قال أبو خولة الرّياحيّ [1] : [من الطويل]
فليس بيربوع إلى العقل فاقة ... ولا دنس يسودّ منه ثيابها
فكيف بنوكي مالك إن كفرتم ... لهم هذه، أم كيف بعد خطابها
مشائم ليسوا مصلحين عشيرة ... ولا ناعب إلّا ببين غرابها
ومن الدّليل على أنّ الغراب من شرار الطّير، ما رواه أبو الحسن قال: كان ابن الزبير يقعد مع معاوية على سريره، فلا يقدر معاوية أن يمتنع منه، فقال ذات يوم: أما أحد يكفيني ابن الزبير؟ فقال الوليد بن عقبة: أنا أكفيكه يا أمير المؤمنين. فسبق فقعد في مقعده على السرير، وجاء ابن الزبير فقعد دون السرير، ثمّ أنشد ابن الزبير:
[من الطويل]
تسمّى أبانا بعد ما كان نافعا ... وقد كان ذكوان تكنّى أبا عمرو
فانحدر الوليد حتى صار معه، ثم قال: [من الوافر]
ولولا حرّة مهدت عليكم ... صفيّة ما عددتم في النّفير
ولا عرف الزبير ولا أبوه ... ولا جلس الزبير على السرير
وددنا أنّ أمّكم غراب ... فكنتم شرّ طير في الطيور
قال أبو زيد [2] : إذا كان الشتاء قطعت إلينا الغربان، أي جاءت بلادنا، فهي