ومما يمدح به الشّعراء بلون الغراب قال أبو حيّة [1] : [من الوافر]
غراب كان أسود حالكيّا ... ألا سقيا لذلك من غراب
وقال أبو حيّة [2] : [من المتقارب]
زمان عليّ غراب غداف ... فطيّره الدّهر عني فطارا
فلا يبعد الله ذاك الغداف ... وإن كان لا هو إلّا ادّكارا
فأصبح موضعه بائضا ... محيطا خطاما محيطا عذارا [3]
وقال أبو حيّة في غير ذلك، وهو مما يعدّ للغراب [4] : [من الطويل]
كأنّ عصيم الورس منهنّ جاسد ... بما سال من غربانهنّ من الخطر [5]
والغراب ضروب، ويقع هذا الاسم في أماكن، فالغراب حدّ السكين والفأس، يقال فأس حديدة الغراب. وقال الشّماخ [6] : [من الطويل]
فأنحى عليها ذات حدّ غرابها ... عدوّ لأوساط العضاه مشارز [7]
المشارزة: المعاداة والمخاشنة.
والغراب: حدّ الورك ورأسه الذي يلي الظهر، ويبدأ من مؤخّر الرّدف. والجمع غربان. قال ذو الرّمّة [8] : [من الطويل]
وقرّبن بالزّرق الحمائل بعد ما ... تقوّب من غربان أوراكها الخطر [9]