الحيوان (صفحة 630)

وقال المتلمس [1] : [من الطويل]

فهذا أوان العرض جنّ ذبابه ... زنابيره والأزرق المتلمّس [2]

وبه سمّي المتلمّس.

وقال ابن ميّادة: [3] [من البسيط]

بعنتريس كأنّ الدّبر يلسعها ... إذا تغرّد حاد خلفها طرب [4]

824-[ما يسمّى بالذّبان]

والدّليل على أنّ أجناس النّحل والدّبر كلّها ذبّان، ما حدث به عبّاد بن صهيب، وإسماعيل المكّي عن الأعمش، عن عطيّة بن سعيد العوفي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«كلّ ذباب في النار إلّا النّحلة» [5] .

وقال سليمان: سمعت مجاهدا يكره قتل النّحل وإحراق العظام. يعني في الغزو.

وحدثنا عنبسة قال: حدّثنا حنظلة السّدوسيّ قال: أنبأنا أنس بن مالك، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «عمر الذّباب أربعون يوما. والذّباب في النار» .

825-[بحث كلاميّ في عذاب الحيوان والأطفال]

وقد اختلف النّاس في تأويل قوله: «والذباب في النار» وقال قوم: الذّباب خلق خلق للنّار. كما خلق الله تعالى ناسا كثيرا للنّار، وخلق أطفالا للنّار. فهؤلاء قوم خلعوا عذرهم فصار أحدهم إذا قال: ذلك عدل من الله عزّ وجلّ؛ فقد بلغ أقصى العذر، ورأى أنّه إذا أضاف إليه عذاب الأطفا فقد مجّده. ولو وجد سبيلا إلى أن يقول إنّ ذلك ظلم لقاله ولو وجد سبيلا إلى أن يزعم أن الله تعالى يخبر عن شيء أنّه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015