وقال الشمّاخ [1] : [من الطويل]
يكلفها ألّا تخفّض صوتها ... أهازيج ذبّان على عود عوسج
بعيد مدى التطريب أوّل صوته ... سحيل وأعلاه نشيج المحشرج [2]
والأجناس التي توصف بالغناء أجناس الحمام والبعوض، وأصنف الذّبّان من الدّبر، والنّحل، والشّعراء، والقمع والنّعر، وليس لذبّان الكلب غناء، ولا لما يخرج من الباقلاء. قال الشاعر [3] : [من الرجز]
تذبّ عنها بأثيث ذائل ... ذبّان شعراء وصيف ماذل [4]
وذبّان الشّعراء حمر. قال: والذّبّان التي تهلك الإبل زرق.
قال الشاعر: [من الرجز]
تربّعت والدّهر ذو تصفّق ... حالية بذي سبيب مونق [5]
إلّا من أصوات الذّباب الأزرق ... أو من نقانق الفلا المنقنق
والذّبّان الذي يسقط على الدواب صفر.
وقال أرطأة بن سهيّة [6] ، لزميل بن أمّ دينار: [من الكامل]
أزميل إنّي إن أكن لك جازيا ... أعكر عليك وإن ترح لا تسبق
إنّي امرو تجد الرّجال عداوتي ... وجد الرّكاب من الذّباب الأزرق
وإذا مرّ بك الشّعر الذي يصلح للمثل وللحفظ، فلا تنس حظّك من حفظه.