الحيوان (صفحة 573)

يصف طباعه واتّصاله بالماء، وأنّه شديد الحاجة إليه، وإن كان غرقا فيه أبدا.

727-[شعر في الهجاء]

وأنشدني محمّد بن يسير لبعض المدنيّين، يهجو رجلا، وهو قوله [1] : [من مجزوء الرمل]

لو رأى في السّقف فرجا ... لنزا حتّى يموتا

أو رآه وسط بحر ... صار فيه الدّهر حوتا

قال: يقول في الغوص في البحر، وفي طول اللبث فيه.

728-[حالة من امتلأ فمه ماء]

وقال الذّكواني [2] ، وهو يصف الضّفدع: [من الرجز]

يدخل في الأشداق ماء ينصفه ... كيما ينقّ والنّقيق يتلفه

قال: يقول: الضّفدع لا يصوّت، ولا يتهيّأ له ذلك حتّى يكون في فيه ماء، وإذا أراد ذلك أدخل فكه الأسفل في الماء، وترك الأعلى حتى يبلغ الماء نصفه.

والمثل الذي يتمثّل به النّاس: «فلان لا يستطيع أن يجيب خصومه لأنّ فاه ملآن ماء» [3] . وقال شاعرهم [4] : [من البسيط]

وما نسيت مكان الآمريك بذا ... يا من هويت ولكن في فمي ماء

وإنّما جعلوا ذلك مثلا، حين وجدوا الإنسان إذا كان في فمه ماء على الحقيقة لم يستطع الكلام. فهو تأويل قول الذّكوانيّ: [من الرجز]

يدخل في الأشداق ماء ينصفه

بفتح الياء وضمّ الصّاد، فإنّه ذهب إلى قول الشاعر [5] : [من الطويل]

وكنت إذا جاري دعا لمضوفة ... أشمّر حتّى ينصف السّاق مئزري

المضوفة: الأمر الذي يشفق منه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015