وزعم الأصمعيّ أنّ قوله [1] : «هتوف تبكّي ساق حرّ» إنّما هو حكاية صوت وحشيّ الطير من هذه النّوّاحات. وبعضهم يزعم أنّ «ساق حرّ» هو الذكر، وذهب إلى قول الطّرمّاح في تشبيه الرّماد بالحمام، فقال [2] : [من المديد]
بين أظآر بمظلومة ... كسراة السّاق ساق الحمام
وقال آخر [3] يصف فرسا: [من الراجز]
ينجيه من مثل حمام الأغلال ... رفع يد عجلى ورجل شملال
تظمأ من تحت وتروي من عال
الأغلال: جمع غلل، وهو الماء الذي يجري بين ظهري الشّجر قال: والمعنى أنّ الحمام إذا كان يريد الماء فهو أسرع لها. وقوله: شملال أي خفيفة.