وكلبهم ممعّط الجلد. وقد قال الله عزّ وجلّ لنبيّه صلى الله عليه وسلم: لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِراراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً
[1] .
وسنذكر من نوادر الشّعر جملة، فإن نشطت لحفظها فاحفظها؛ فإنّها من أشعار المذاكرة. قال الثّقفي [2] : [من البسيط]
من كان ذا عضد يدرك ظلامته ... إن الذّليل الّذي ليست له عضد
تنبو يداه إذا ما قلّ ناصره ... ويأنف الضّيم إن أثرى له عدد
وقال أبو قيس بن الأسلت [3] : [من السريع]
بزّ امرئ مستبسل حاذر ... للدّهر، جلد غير مجزاع
الكيس والقوّة خير من ال ... إشفاق والفهة والهاع
وقال عبده بن الطّبيب [4] : [من البسيط]
ربّ حبانا بأموال مخوّلة ... وكلّ شيء حباه الله تخويل
والمرء ساع لأمر ليس يدركه ... والعيش شحّ وإشفاق وتأميل
وكان عمر بن الخطّاب- رضي الله تعالى عنه- يردّد هذا النصف الآخر، ويعجب من جودة ما قسم [5] .
وقال المتلمّس [6] : [من الوافر]
وأعلم علم حقّ غير ظنّ ... وتقوى الله من خير العتاد
لحفظ المال أيسر من بغاه ... وضرب في البلاد بغير زاد