وحدّثني أبو الجهجاه قال: ادّعى شيخ عندنا أنّه من كندة، قبل أن ينظر في شيء من نسب كندة، فقلت له يوما وهو عندي: ممن أنت يا أبا فلان؟ قال: من كندة. قلت: من أيّهم أنت؟ قال: ليس هذا موضع هذا الكلام، عافاك الله!
ودخلت على ختن أبي بكر بن بريرة، وكان شيخا ينتحل قول الإباضيّة، فسمعته يقول: العجب ممن يأخذه النّوم وهو لا يزعم أنّ الاستطاعة مع الفعل [1] ! قلت: ما الدليل على ذلك؟ قال: الأشعار الصحيحة. قلت: مثل ماذا؟ قال: مثل قوله [2] : [من الرجز]
ما إن يقعن الأرض إلّا وفقا
ومثل قوله: [من الرجز]
يهوين شتّى ويقعن وفقا [3]
ومثل قولهم في المثل: «وقعا كعكمي عير» [4] .
وكقوله أيضا: [من الطويل]
مكرّ مفرّ مقبل مدبر معا ... كجلمود صخر حطّه السّيل من عل [5]
وكقوله [6] : [من الطويل]
أكفّ يدي عن أن تمسّ أكفهم ... إذا نحن أهوينا وحاجتنا معا
ثم أقبل عليّ فقال: أما في هذا مقنع؟ قلت: بلى، وفي دون هذا!