في ليلة من جمادى ذات أندية ... لا يبصر الكلب من ظلمائها الطّنبا «1»
لا ينبح الكلب فيها غير واحدة ... حتّى يجرّ على خيشومه الذّنبا
وأنشد هذا البيت في ثقوب بصره، والشّعر لمرّة بن محكان السعديّ.
ثم أنشد في ثقوب السّمع: [من الطويل]
خفيّ السّرى لا يسمع الكلب وطأه ... أتى دون نبح الكلب والكلب دابب
قال أبو الحسن: قال نصر بن سيّار اللّيثي: كان عظماء التّرك يقولون للقائد العظيم القيادة: لا بدّ أن تكون فيه عشر خصال من أخلاق الحيوان: سخاء الديك، وتحنّن الدجاجة، وقلب الأسد، وحملة الخنزير، وروغان الثعلب، وختل الذئب، وصبر الكلب على لجراحة، وحذر الغراب، وحراسة الكركيّ، وهداية الحمام «2» .
وقد كتبنا هذا في باب ما للدّجاج والدّيك، لأنّ صاحب هذا الكلام قسّم هذه الخصال، فأعطى كلّ جنس منها خصلة واحدة وأعطى جنس الدجاج خصلتين.
وعبّاد بن إبراهيم عن عبد الرحمن بن زيد قال: كان مكحول يسافر بالدّيك، وعنه في هذا الإسناد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الدّيك صديقي، وصديق صديقي، وعدوّ عدوّ الله، يحفظ داره وأربع دور من حواليه» «3» .
والمسيب بن شريك عن الأعمش نحسبه عن إبراهيم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تذبحوا الدّيك، فإنّ الشّيطان يفرح به» «4» .
والقربا» ، ما الفائدة في هذا؟ فقال: كان الضيف إذا نزل بالعرب في الجاهلية ضموا إليه رحله، وبقي سلاحه معه لا يؤخذ خوفا من البيان والإغارة» ، فقال مرة بن محكان يخاطب امرأته: ضمي إليك رحال هؤلاء الضيفان وسلاحهم، فإنهم عندي في عز وأمن من الغارات والبيات، فليسوا ممن يحتاج أن يبيت لابسا سلاحه) .