وقال الآخر «1» : [من الطويل]
ثلاثة أحوال وشهرا مجرّما ... تضيء كعين العترفان المحارب
والعترفان من أسماء الديك، وسماه بالمحارب كما سماه بالعترفان.
وإذا وصفوا الماء والشّراب بالصّافي قالوا، كأنّه الدّمع، وكأنّه ماء قطر، وكأنّه ماء مفصل، وكأنّه لعاب الجندب، إلّا أنّ هذا الشاعر قال: [من الطويل]
مطبقة ملآنة بابليّة ... كأنّ حميّاها عيون الجنادب
وقال آخر «2» : [من الطويل]
وما قرقف من أذرعات كأنّها ... إذا سكبت من دنّها ماء مفصل
والمفاصل: ماء بين السّهل والجبل، وقال أبو ذؤيب «3» : [من الطويل]
مطافيل أبكار حديث نتاجها ... تشاب بماء مثل ماء المفاصل
وقال ابن نجيم: إنما عنوا مفاصل فقار الجمل، لأنّ لكلّ مفصل حقا، فيستنقع فيه ماء أبدا أصفى ولا أحسن منه وإن رقّ.
وقال مرّة قطرب، وهو محمد بن المستنير النحويّ: «والله لفلان أبصر من كلب، وأسمع من كلب، وأشمّ من كلب» !. فقيل له: أنشدنا في ذلك ما يشبه قولك. فأنشد قوله «4» : [من البسيط]
يا ربّة البيت قومي غير صاغرة ... حطّي إليك رحال القوم فالقربا «5»